عرف الإنسان منذ زمن بعيد أن ما يزرعه يمكن أن يأكله ولكن من روائع ما منحته الطبيعة لنا أن ما نزرعه يمكن أن نرتديه أيضاً ، فمن كان يتخيل أن خيوط القميص الدافئة فى نعومتها التى تحيط بجسدى بكل رشاقة وإنسيابية كانت فى الأصل ثمرة فى شجيرة صغيرة عندما تدخل الى حقلها تجد الآلآف منها يكونون طبقة تشبه الجليد ، وكأنك عندما تنظر اليها مثل القمر يطل على السحاب ، إنه حقاً إبداع الخالق فما أبهى ما صنع
فمن ما يثير شغفى هو معرفة كيف أن هذه الثمار اللينة ناصعة البيضاء ذات الطبيعة الخاصة جداً والمختلفة عن باقى الثمار التى نألف طبيعتها كيف أنها تتحول الى خيوط ومن ثم الى منسوجات ثم ملابس لنرتديها ، فمن تكونى أنتى أيتها الحسناء البيضاء ؟
فثمرة القطن تنبت عن شجيرة صغيرة فى أصلها عبارة عن عدد مهول من الشعيرات التى تمثل كل شعيرة فيها خلية نباتية تلتف حول بذرة .
فالقطن من نباتات المناطق الحارة التى تتطلب رياً جيداً وأرضاً خصبة وغنية حتى ينتج القطن بشكل صحيح وعلى درجة عالية من الجودة .
فهل تعلم أن محصول القطن ليس فريد ومختلف فقط فى كونه محصول سليلوزى بحت بل من غرائب ما يمكن أن تعرف عنه أنه يمثل 75% من باقى المحاصيل الأخرى على مستوى الإنتاج العالمى .
والجدير بالذكر أن القطن نبات ملوكى عزيز فى نفسه يحتاج لظروف خاصة جداً ليمنحك كرامات وفيرة من جلالته فهو نبات شبه استوائى يحتاج إلى كميةٍ كافية من أشعة الشمس، بالإضافة إلى توفر كميات كبيرة من المياه، مع الحرص على توفير الجو الملائم في فصل الشتاء؛ لتجنّب تعريض القطن للصقيع.
وفي الوقت الحالي يتمّ إنتاج القطن المُعدّلِ وراثيّاً؛ بهدف مقاومة الأمراض التي تُسببها بعض الحشرات، ما أدى إلى استخدام بعض المبيدات الحشريّة لمقاومة تلك الآفات، وبالنسبة لحصاد القطن فيتمّ بطريقة ميكانيكيّة، من خلال استخدام بخاخٍ مكونٍ من مواد كيميائيّة؛ لإزالة الأوراق قبل الحصاد، ما يؤدي إلى بقاء ألياف القطن فقط، ثمّ يفصل القطن عن البذور باستخدام آلة جني القطن، ثم تستخدم هذه الألياف في صناعة الأقمشة القطنيّة، من خلال عمليات الغزل التي تُحول ألياف الخام إلى نسيج.
Comments