top of page
صورة الكاتبBidco International

مستقبل صناعة الغزل في مصر ينتظر آفاقاً جديدة

تحتل مصر مكانة كبيرة فى عالم صناعة الغزل فلها رصيد تاريخى طويل من الإنجازات الإنتاجية فى هذا المجال ، وخلال هذه الرحلة الطويلة مرت بفترات متفاوتة بين النمو والإزدهار تارة والتراجع والإنحدار تارة أخرى متأثرة بعدة عوامل ذات أبعاد مختلفة تتراوح بين الأبعاد الاقتصادية والسياسية، وأحيانا البيئية، وحتى الأبعاد المتعلقة بالموارد البشرية أيضا.

كل هذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض بالشكل الذى يجعل عجلة صناعة الغزل فى البلاد تتأرجح بين الصعود والهبوط فضلاً عن عامل مؤثر لا يمكن التغافل عنه وهو المتعلق بالنواحى الخارجية وتأثيرات الدول المنافسة.

صناعة الغزل فى مصر

ولكن يمكننا القول اليوم أن عجلة صناعة الغزل في مصر بدأت مؤخرًا تتحرك نحو الإرتفاع الملحوظ بما يمنح المستثمرين المحليين والأجانب الثقة والتشجيع للدخول بقلب أكثر شجاعة بأسهم ترفع رؤوسهم في هذا المجال. فهناك علاقة طردية ومباشرة بين تحسن وع صناعة الغزل وزيادة الاستثمار بالشكل الذى يعود مرة أخرى بالنفع على تحسن الوضع وهكذا. فكلما تحسن الوضع كلما زاد الطلب على ضخ المزيد من الاستثمارات وإبرام المزيد من الصفقات ومن ثم يزداد الوضع بالخير نحو الأفضل أكثر فأكثر كعلاقة مباشرة ومتزايدة تبشر بمستقبل مشرق ومشرف لمجال صناعة الغزل والنسيج في مصر سواء على مستوى الشرق الأوسط أو على المستوى العالمى أيضاً.


فلا شك أن مصر بعد ثورة الربيع العربي وبعد مرور عقد من الاستشفاء والتعافي من آثار الثورة، أصبح وضعها اليوم أكثر استقرارا رغم التحديات الاقتصادية العالمية. إلا أن هناك جهود تُبذل، وبآثار ملموسة، لإعادة مصر إلى الخريطة الصناعية بشكل عام والى خريطة قطاع صناعة الغزل بشكل خاص، حيث أن الفرصة أصبحت لدينا أكبر لاغتنامها، خاصة بعد التراجع الملحوظ بشكل واضح الى طرئ على دول النمور الآسيوية. حيث قد تدهور الوضع بشكل كبير في الهند وماليزيا وبنغلاديش وإيران بسبب الإرباك الشديد الذي تتعرض له هذه الدول اليوم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً أيضاً.

الأيدى العاملة فى صناعة الغزل بمصر

فمصر اليوم تجذب أنظار الإهتمام العالمى خصوصاُ من المهتمين بمجال صناعة الغزل والنسيج فمنتجات الغزول المصرية اليوم تنافس بقوة من حيث الجودة والسعر أيضًا. والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى النمو الذى حدث فى مجال زراعة القطن فحسب، ولا يرجع فقط إلى الزيادة المطردة في عدد مصانع الغزل خلال السنوات الأخيرة على مساحات واسعة، ولا إلى زيادة التطور التقني في الآلات الحديثة و الأجهزة المستخدمة، ولا في حسن الإدارة ومنح الدولة تسهيلات استثنائية وغير مسبوقة لتطوير وزيادة المساحة أمام مجال صناعة الغزل. بل كل هذه العوامل تجتمع اليوم في مصر معاً، متوجة بعامل مهم جدًا ساهم بشكل كبير في النجاح الذي حققته البلاد مؤخرًا، وهو القوى العاملة، بدءًا من أصغر عامل في هذا القطاع مرورًا بالمهندسين. والفنيين إلى رؤساء القيادة المفكرة. الجميع يوحدون قواهم من أجل عودة المارد المصري في مجال صناعة الغزل من جديد للنمو والازدهار.

صناعة الغزل بمصر
تشهد مصر نمواً أفقياً ورأسياً غير مسبوق في قطاع صناعة الغزل

فلنواصل جميعا استكمال جهود بلادنا لرفع راية الغزل المصري فوق جبال الصناعة في العالم، لأن الفرصة تتزايد يوما بعد يوم والسوق متعطش للغاية، خاصة مع الزيادة والتوسع والتطور غير المسبوق فى قطاع صناعة الملابس والمنسوجات على المستوى العالمى. فالأسواق العالمية تحتاج إلى المزيد والمزيد من الغزول فائقة الجودة بمواصفات ومعايير مختلفة تناسب الإحتياجات المختلفة للمنتج والمستهلك، لذلك يجب الاهتمام بالقيمة المضافة التى تقدمها مصانعنا لزيادة قيمة المواد الأولية الأساسية فى صناعة الغزل والتى يعد القطن على رأسهم. وهذا هو الحال بالنسبة للقطن المصري الذي كان ولا يزال علامة بارزة في قائمة أفضل أنواع القطن في العالم. وهو الأفضل على الإطلاق بحسب الاتفاق العالمي من حيث الجودة بغض النظر عن ضعف الكمية الإنتاجية. والنصيحة هي الحفاظ على هذا الذهب الأبيض دون إهداره بعدم وضع قيمة مضافة له بتصنيعه وتقديمه بجودة تليق به. والتوصية أيضاً بالاستمرار في إصدار القوانين المنظمة لاستيراد وتصدير المواد الأولية في هذا القطاع الحيوي والهام، وأيضاً التوصية باستمرار التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين ومصنعي الغزل والنسيج، وأيضاً التوصية بالاستمرار فى مواكبة التطور والحداثة واستخدام أحدث التقنيات التي توفر الوقت والطاقة والتى تعد صديقة للبيئة أيضاً. فالتوصيات كثيرة، ولكن التوصية الأعظم هي الإهتمام باليد العاملية التى تعد المورد الأهم بين كل هذه الموارد فهى الطاقة الدافعة لكل هذه القوى.


٢٤ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page