تعد صناعة الغزل من أقدم الصناعات التى عرفها الإنسان منذ القديم حيث أنه منذ أكثر من 5000 سنة تعلم الإنسان غزل خيوط الحرير ومن أشهر البلدان التى عرفت الغزل قديما مصر والهند والصين . فيجدر بالذكر أن التاريخ المصرى سجل على جداريات المعابد رسومات للنول القديم المستخدم فى الغزل والنسيج كما تم الحصول أيضاً على ألياف من خيوط مغزولة ومنسوجة تعود لعصور فرعونية قديمة .
ومرت صناعة الغزل بمراحل تطور كثيرة عبر العصور وساهمت كل حضارة فى إثراء وتطوير هذه الصناعة بطريقتها الخاصة فالحضارة الإسلامية مثلا بالنول المتحرك المميز لها كان لها إسهامها الخاص فى تطوير صناعة الغزل فى العديد من بلدان العالم .
ويجدر بالذكر أن صناعة الغزل تأثرت بالتطور العام الذى حدث فى الصناعة عموما خصوصاً مع بدايات القرن الرابع والخامس عشر .
وكان الكتان من أشهر الألياف التى تم استخدامها لدى الفراعنة فى ذلك الوقت بخلاف الصوف الذى ندر استخدامه وقتها حتى لدى الرومان ، أما بالنسبة للخيوط فكانت تغزل يدوياً وكانت النساء هن المتخصصات بالأخص فى هذه الجزئية من صناعة النسيج وذلك بمغزل صغير معلق بالخيط المراد جدله وكان النول هو أيضاً يدوى الذى كان فى بداية الأمر بشكل أفقى الى أن دخل الهكسوس فتم استخدام النول الرأسي بعدها ، وتميز الخيط المصرى فى ذلك الوقت بإتجاه الخيط الذى كان نحو اليسار على شكل حرف S بخلاف نماذج قليلة كان اتجاه الخيط فيها على شكل حرف Z مما يعنى أنه كان جهة اليمين .
وكان المغزل صغير فى أغلب الأحوال حيث كان يبلغ طوله نحو 37 سنتيمتر تقريباً وكان يستخدم المغزل بهذا الوصف فى غزل الكتان حيث كان يتكون من قرص خشبى مستدير يتم تركيبه على قائم رفيع ينتهى بطرف مدبب لسهولة التحكم به ، والجدير بالذكر أن هذا الطرف المدبب فى العصر الحديث أصبح ينتهى بسنارة معدنية يتم شبك الخيط بها .
وكان يستخدم مشط الكتان المصنوع من خشب السنط والذى كان له يد للإمساك والتحكم به بواستطها وذلك بغرض تمشيط الكتان بعد تعطينه ودقه . وكان المشط يتكون من عدة أجزاء متصلة بعضها البعض بواسطة مسامير خشبية معشقة من الداخل .
Comments