أخر الأخبار
أخبار صناعة الغزل
تعرف على قانون إنشاء الهيئة العليا للغزل والنسيج فى مصر
نص مشروع القانون المُقدم من النائب أحمد بلال البرلسي، بإنشاء الهيئة العليا للغزل والنسيج، والذي تم احالته مؤخرا إلى لجان الصناعة، الخطة والموازنة، والشئون الدستورية والتشريعية، على أن تنشأ هيئة عامة تسمى «الهيئة العليا للغزل والنسيج» تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس الوزراء، مقرها الرئيسي القاهرة ولها أن تنشئ فروعًا ومكاتب داخل الجمهورية. وأوضح مشروع القانون، أن الهيئة تهدف لوضع ومتابعة استراتيجية قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة للنهوض به وتطويره وتعميقه، والتنسيق بين الجهات المختلفة ذات الصلة من أجل تحقيقها، باتخاذ ما تراه لازمًا من أعمال وعلى الأخص، دراسة التشريعات والاتفاقيات والقرارات الوزارية والكتب الدورية ذات الصلة بالصناعة، ودراسة الأثر التطبيقي لها، واقتراح ما يراه في شأنها، وحل أي تشابك أو خلاف بين أجهزة الدولة المختلفة فيما يتعلق بالقطاع، وإجراء الأبحاث والدراسات عن القطاع وجميع الصناعات والزراعات المرتبطة به، ولمواكبة التطور العالمي، أيضًا بإنشاء خريطة معلوماتية موثقة ودقيقة للإنتاج في القطاع، وجذب المستثمرين الأجانب والمحليين للاستثمار سواء بمشروعات منفردة أو مدن نسيجية متكاملة وتشجيعهم على الاستثمار في القطاع. كما يهدف القانون إلى تعزيز نمو سلسلة القيمة المضافة في القطاع، وتشجيع سياسة إنشاء المدن النسيجية المتكاملة لزيادة معدلات التنمية بها بالتركيز على صادرات المنتجات الوسيطة، وخاصة التي تستخدم القطن المصري كمدخل، وزيادة الصادرات في الوقت ذاته من المنتجات النهائية. وتوفير قروض ميسرة للمزارعين بهدف شراء آلات الجني، ووضع استراتيجية للتوسع في استخدام الألياف النباتية والحيوانية والصناعية في صناعة الغزل والنسيج والملابس من خلال التوسع في زراعة نباتات الألياف وإقامة المشروعات الزراعية ذات الصلة بإنتاج الحرير والصوف، ويهدف القانون إلى وضع خطة لإقامة مدارس تدريب وفنية صناعية متخصصة في الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والتصميم والصباغة بكل المناطق الصناعية، وتوفير البرامج التدريبية اللازمة لتدريب وتأهيل العمالة في قطاع الأعمال العام والقطاع الخاص بما يضمن جودة المنتج المصري، التعاون مع مراكز التصميم الدولية ذات السمعة العالية. وحددت المادة الثالثة من المشروع، تشكيل مجلس أمناء الهيئة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزراء؛ (قطاع الأعمال العام، الصناعة والتجارة، الزراعة، المالية، التخطيط، التربية والتعليم، التعليم العالي، البترول، التعاون الدولي، القوى العاملة، البيئة) وثلاثة شخصيات ذات خبرة في الصناعة، ويجتمع مجلس الأمناء بدعوة من رئيسه مرة على الأقل كل 6 شهور، أو كلما دعت الحاجة لذلك، ويختص مجلس الأمناء برسم السياسة العامة لعمل الهيئة، وإقرار الخطط الرئيسية المتعلقة بتنفيذها، ومراقبة التنفيذ. ونص المشروع على أن تلتزم جميع الوزارات والهيئات والمحافظات وجميع الجهات ذات الصلة بالقطاع بتزويد الهيئة بما تطلبه من بيانات وإحصاءات وبحوث ودراسات تتعلق بالقطاع لتحقيق أهدافها المنشأة من أجلها.
طفرة كمية ونوعية تشهدها زراعة القطن فى مصر نحو تحقيق نهضة كبرى تنتظرها صناعة الغزل
تركز الدولة المصرية على استعادة عرش القطن مجددا ،وذلك بعد سنوات من تراجع المساحة ،وبالتالي تراجع الحصة السوقية للبلاد في الأسواق العالمية. وخلال الخمس سنوات الماضية نجحت الحكومة من خلال خطة شاملة في استعادة القطن مجددا من خلال عدة محاور لعل أهمها زيادة المساحة المزروعة بالأقطان طويلة التيلة ،بجانب زراعة اقطان قصيرة التيلة في شرق العوينات وتوشكى وفق التوجيهات الرئاسية لوزارات الزراعة وقطاع الأعمال العام ،وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية . والنتيجة لتلك الخطة الارتفاع التدريجى في المساحات حيث بلغت مساحة الاقطان المزروعة الموسم الحالي نحو 255 ألف فدان اقطان طويلة ومتوسطة التيلة و1250 فدان اقطان قصيرة التيلة ، وبالتالي تلك المساحات ستوفر المادة الخام للمصانع ،علاوة على تصدير الفائض. ولعل محور تحديث مصانع الغزل والنسيج وتنفيذ آلية لتداول وتجارة الأقطان لا يقل أهمية عن التوسع في الزراعة ولذلك تولى الدولة المصرية أولوية كبرى للتيسيرعلى مصانع الغزل والنسيج والصناعات التكميلية حتى تكتمل عملية التطوير بشكل شامل متكامل . زراعة 254875 فدان من الأقطان في 18 محافظة كشفت الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن أنه تم زراعة 254875 فدان من الأقطان في 18 محافظة ، حيث بلغت مساحة الزراعات في محافظات وجه قبلى نحو 26444 ألف فدان ، وتصدرت الفيوم المحافظات بمساحة بلغت 15257 فدان . وبلغت مساحة الزراعات التي يجرى حصادها حاليا في محافظات وجه بحرى 228431 فدان ، تصدرتها محافظة كفر الشيخ بنحو 84257 فدان ، تليها الشرقية ب 43689 فدان ثم الدقهلية ب 42652 فدان . فيما بلغت مساحة الأقطان قصيرة التيلة بحسب بيانات وزارة قطاع الأعمال العام نحو 1250 فدان منها 1000 فدان شرق العوينات و250 فدان في توشكى ،حيث سيتم بدء موسم الحصاد في شهر أكتوبر المقبل وسط توقعات بوصول متوسط إنتاجية الفدان ل 10 قنطار على غرار إنتاجية الموسم الماضى. كما حرصت الحكومة على الاهتمام بالنوعيات الممتازة والسوبر من الأقطان وتم زراعة 29931 من نوع جيزة 86 ، وزراعة 4184 من جيزة 97 وهى نوعيات فائقة الطول . وتصدر قطن جيزة 94 اغلب المساحات وبلغ 174345 فدان . بدأت منظومة تجارة وتداول الاقطان أعمالها في محافظات الوجه القبلي وذلك لمواكبة عمليات جنى المحصول التى بدأت فى تلك المحافظات، وتقوم شركة مصر لتجارة وحليج الأقطان التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام بإدارة المنظومة في جميع المحافظات التي تضم مساحات منزرعة بالقطن، ويبلغ عدد مراكز استلام وتجميع الأقطان نحو 240 مركزا، وتم البدء اليوم في 5 محافظات بالوجه القبلى. وقال السيد وزير قطاع الاعمال العام إن منظومة تجارة وتداول الاقطان تقوم على توريد الأقطان من المزارعين مباشرةً ودون وجود وسطاء بما يضمن حصولهم على إجمالي عائد البيع وتحقيق عوائد مجزية تنعكس على التوسع في مساحة المحصول خلال الأعوام المقبلة الأمر الذى يضمن توفير الأقطان اللازمة وبجودة عالية للمشروعات الجديدة لتطوير صناعة الغزل والنسيج والتي يتم تنفيذها حاليًا.
أزمات متلاحقة تشهدها صناعة الغزل فى الهند ودول أسيا مما وجه الأنظار عالمياً نحو مصر
شهدت صناعة الغزل فى الهند والعديد من الدول الأسيوية الكبرى فى هذه الصناعة عدة أزمات متلاحقة أثرت بشكل واضح على مبيعات وإنتاج وسوق الغزل فى هذه الدول التى ظلت لعدة عقود متصدرة المشهد ، الى أن تأثرت بالأزمات العالمية الإقتصادية التى كبدت مصانع الغزل بهذه الدول خسائر كبيرة. فبالرغم من إن الأزمة العالمية هى نفسها التى واجهت كل بلاد العالم بما فيهم مصر إلا أن الإختلاف يأتى فى طريقة إستجابة كل دولة ناحية مواجهة هذه الأزمة ويأتى أيضاً فى المقومات الإستراتيجية التى تستند عليها الدولة فى التعامل مع مثل هذه الأزمات الاقتصادية. وهذا هو الفرق الذى يجعل دول تنهار وأخرى تستمر وتصمد بحسب مدى إستعداد كل دولة فى التعامل والمواجهة فى كل مجال من المجالات الإقتصادية بها..ففى الهند مثلاً تكبدت مصانع الغزل خسائر تتراوح بين 20-25 روبية لكل كيلوجرام من الخيوط نظراً لإنخفاض الطلب وإرتفاع سعر الفائدة وتعريفة الطاقة المنقحة، وسداد قروض برنامج ضمان خط الائتمان الطارئ (ECLGS)، والواردات غير المقيدة من الخيوط والأقمشة من الصين وبنغلاديش وفيتنام مما أدى إلى خسائر نقدية ضخمة تبلغ 20-25 روبية لكل كيلوغرام من الخيوط، كما يقول العاملون في صناعة الغزل هناك. ووفقًا لجمعية مصانع الغزل في تاميل نادو (TASMA)، ارتفعت أسعار الفائدة المصرفية تدريجيًا على مدى الأشهر القليلة الماضية من 7.75 في المائة إلى 10.75 في المائة، مما أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج الخيوط بمقدار 5 روبية إلى 6 روبية للكيلوغرام الواحد. كذلك الارتفاع الأخير في تعرفة الكهرباء ، ورسوم الاستهلاك الحالية، ورسوم الحد الأقصى للطلب، ورسوم ساعات الذروة وغيرها من الرسوم غير المباشرة. ونظرًا للانخفاض الكبير في الطلب وأسعار خيوط القطن وما يترتب على ذلك من تراكم مخزونات ضخمة، قرر قطاع الغزل خفض الإنتاج بنسبة 33.33 في المائة (الثلث) من الإنتاج اليومي الحالي. وكانت مثل هذه الخطوة الجذرية ضرورية لضمان سعر معقول وتعزيز الطلب المتراجع على خيوط القطن. وفقًا لشيشير جايبوريا، رئيس اتحاد صناعة النسيج الهندي (CITI)، فإن السياسات الحكومية قصيرة النظر فيما يتعلق بالقطن وغزل القطن في الماضي القريب قد حولت صناعة الغزل المربحة إلى قطاع يعاني من الأزمات خلال الأعوام القليلة الماضية. وقياساً على ذلك فتعرضت العديد من الدول الرائدة الأخرى فى مجال صناعة الغزل الى نفس الأزمات بشكل نسبى من دولة الى أخرى كما هو الحال فى الصين وأفغانستان وإيران وفيتنام وبنجلاديش وغيرهم.مما كان له أكبر الأثر نحو توجه بصلة مواكب سفن استيراد الغزل فى العالم نحو الدول التى مازالت تحافظ على استقرارها اقتصادياً وعلى صناعاتها بل بالعكس فكما هو الحال فى مصر حدثت نهضة مقابلة نحو النهوض بصناعة الغزول بشكل شبه كامل بدءاً من توفير المواد الخام الأولية مروراً بالتدريب الواعى للعمالة لديها وصولا الى استخدام أحدث التقنيات والألات الإنتاجية لكى تكافئ الزيادة الكمية فى الطلب وتواكب أيضاً الإختلاف النوعى فى نوعية الغزول المطلوبة مؤخراً بحسب التطور الذى شاهدته صناعة الملابس والمنسوجات خلال الأونة الأخيرة. تواكب مصر السريع مع التعامل مع الأزمة العالمية جعل الأنظار تتجه ناحيتها وناحية مصانع الغزل والنسيج بها حيث أثبتت شركاتها مدى قدرتها على الإلتزام بموافاة الطلب العالمى على الكميات المطلوبة فى الوقت المحدد وبالمواصفات المطلوبة ، فضلاً بالطبع عن تقديم سعر تنافسي يتناسب مع الأزمة العالمية وذلك يرجع الى الاستقرار المتكامل فى أعمدة هذه الصناعة بمصر وليس السبب فى ذلك للإهتمام بالمادة الخام والعمالة المدربة والألات والتقنيات الحديثة الموفرة للطاقة فقط بل وأيضاً بسبب السياسات المتوازنة والمستقرة وكذلك التسهيلات التى وفرتها الدولة المصرية للشركات العاملة فى صناعة الغزل على أراضيهاً مما كان له أكبر الأثر فى تحقيق النجاح نحو الوفاء بتطلعات دول ومصانع المنسوجات بالعالم نحو عودة استخدام الغزل المصرى ليس كما كان سابقاً فى أبهى العهود بل وأفضل وأكثر خاصة مع الإخفاق الذى تعرضت له دول صناعة الغزل الأخرى.
بسبب الأزمة العالمية ضوابط الحد من الواردات تفسح المجال أمام مصانع الغزل المصرية
إن كان النجاح والإزدهار ينتج من رحم المعاناة الأزمة وإن كان التطوير والتغيير ناتج من رحم الإحتياج فإن صناعة الغزل فى مصر تولد من جديد من رحم الأزمة العالمية التى تعرض لها العالم إقتصادياً خلال السنوات الأخيرة. ليس فقط بسبب إخفاق بعض الدول الرائدة فى مجال الغزل فى مواجهة الأزمة وإنما بسبب توجه السوق المحلى أيضاً نحو الغزل المصرى مرة أخرى كمان كان العهد فى زمن إزدهار صناعة الغزول فى مصر. فاصبحت الصناعة الوطنية هى البديل الطبيعى ولو بشكل تدريجى للتعامل مع هذه الأزمة فبالنظر الى السوق المصرى الذى يستورد منتجات غزول ونسيج وملابس بنحو 5 مليارات دولار سنويا بحسب تقديرات اقتصادية، منها 3.8 مليار دولار منسوجات وملابس وفقًا لبيانات هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ومنها أقطان ب 542 مليون دولار ، وبوليستر وفاسكوز بنحو 1.2 مليار دولار، وبالتالي يمكن استغلال الأزمة الحالية في إنتاج تلك الغزول محليا للاستفادة من مبلغ ال 5 مليارات دولار أو ما يزيد أيضاً بحسب دراسات اقتصادية أخرى معتبرة. ومن هنا ننطلق نحو النظر الجاد الى استخدام الموارد المحلية والاستعانة بمصانعنا بدلاً من المواد المستوردة باهظة التكاليف والمضاف عليها أيضاً القيمة المضافة التى تحملها على الاقتصاد المصرى الشركات والمصانع الأجنبية فبالنسبة للمادة الخام أصبح من الضرورى الاهتمام بالبوليستر الريسيكل كبديل عن البوليستر الفيرجن تماشياً أيضا مع توصيات مؤتمر المناخ للحفاظ على البيئة من جهة وعلى الموارد من جهة أخرى . أما بالنسبة لغزول القطن وهذا ما تتجه الدولة الصرية لتحقيقه بالفعل حيث توسيع المساحة المزروعة من القطن خصوصاً الأقطان قصيرة لتلبية إحتياجات مصانع الغزل جنباً الى جنب مع القطن المصري طويل التيلة وبالتالى يتحقق توفير الإنفاق الخارجى من العملة الأجنبية وفى الوقت نفسه يتحقق جذب خارجى نحو استيراد الغزل المصري بنسبة أكبر بكثير عن كل العهود السابقة خلال قرون مضت. كل المعطيات السابقة تؤكد أن الأزمة الحالية يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في دعم صناعة الغزل والنسيج وزيادة الصادرات تدريجيا وتوسيع التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية من خلال اتفاقية الكويز، خاصة أن دول مثل فيتنام وبنجلاديش صادرتها السنوية من المنسوجات والملابس تزيد على 30 مليار دولار، وهى لا تقارن بإمكانيات وموقع مصر على الاطلاق.